
تزامنا مع إعلان حظر تجول ليلي من قبل بلدية لوس أنجلس، وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتظاهرين بـ”الحيوانات”، معتبرا أن المدينة تتعرض لاجتياح من قبل “أعداء أجانب”، وذلك في خطاب ألقاه في قاعدة عسكرية تناول فيه الاحتجاجات التي نشبت ضد سياسة الإدارة الأمريكية بشأن الهجرة. ودخل حظر التجوّل الليلي حيّز التنفيذ مساء الثلاثاء بقرار فرضته رئيسة بلدية لوس أنجلس كارين باس، مشيرة إلى أن القرار يهدف إلى “وقف أعمال التخريب والنهب”.
إلى ذلك، قال ترامب “إن هذا الانفلات الأمني لن يستمر. لن نسمح بمهاجمة عناصر أمن فدراليين. لن نسمح باجتياح مدينة أمريكية واحتلالها من قبل أعداء أجانب”.
وأضاف: “ما تشهدونه في كاليفورنيا هو هجوم شامل على السلم والنطام العام والسيادة الوطنية، ينفذه مثيرو شغب يرفعون أعلاما أجنبية بهدف مواصلة اجتياح أجنبي لبلدنا”، متّهما المتظاهرين بأنهم “يحملون أعلام دول أخرى بفخر”.
وفي سياق متّصل، دعا ترامب أوروبا إلى التحرّك “قبل فوات الأوان” لمكافحة “الهجرة غير المنضبطة”، مستشهدا بالاحتجاجات الجارية في مدينة لوس أنجلس ضدّ سياساته بشأن الهجرة.
وقال ترامب “كما يرى العالم أجمع الآن، فإنّ الهجرة غير المنضبطة تؤدّي إلى فوضى واختلال وانعدام للنظام. هل تعلمون ماذا؟ هذا هو الحال في أوروبا أيضا. هذا ما يحدث في العديد من دول أوروبا. من الأفضل لهم أن يفعلوا شيئا حيال ذلك قبل فوات الأوان”.
إلى ذلك، بدأت شرطة المدينة حملة اعتقالات واسعة في وقت متأخر الثلاثاء، وأوقفت 25 شخصا بشبهة خرق حظر التجول، بحسب ما أفادت “لوس أنجلس تايمز”، ويتوقع أن يرتفع عدد الموقوفين في وقت تتحرك قوات إنفاذ القانون لإبعاد باقي المحتجين عن المنطقة، بحسب الصحيفة.
وليل الاثنين، تعرض 23 محلا تجاريا للنهب، بحسب الشرطة التي أضافت أن أكثر من 500 شخص أوقفوا في الأيام الأخيرة.
من جانب آخر، نفت الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم الاتّهامات التي وجّهتها إليها وزيرة أمريكية بتشجيع الاحتجاجات الجارية في مدينة لوس أنجلس، وقالت شينباوم على منصة إكس إنّ “وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية كريستي نويم قالت خطأً إنّني شجّعت الاحتجاجات العنيفة في لوس أنجلس. لقد أبلغتها أنّ هذا كذب مطلق”.
وكانت نويم قد أشارت خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ترامب في البيت الأبيض إلى أن الرئيسة المكسيكية “شجعت على المزيد من الاحتجاجات في لوس أنجلس”، وأضافت: “أدينها على ذلك. لا ينبغي لها أن تشجّع احتجاجات عنيفة كالتي نشهدها”.
يذكر أن شينباوم كانت قد أدانت أعمال العنف في وقت سابق قائلة: “حرق سيارات الشرطة عملا استفزازيا أكثر منه عمل مقاومة. ينبغي أن يكون واضحا أنّنا ندين العنف من أيّ جهة”. وتابعت: “ندعو الجالية المكسيكية إلى التصرف بسلمية وعدم الوقوع في الاستفزازات”، داعية السلطات الأمريكية إلى “احترام كرامة الإنسان والقانون”.